nona1969 13 years ago لقد أحترت أيهما الأقوي بلاغة أن تصف الرجل بالشجاع أو أن تسميه المعتصم بالله
ضنوا أنك تسكن في قصرا مشيد .. ولا تأكل الا المن والسلوى .. ولا تشرب الا المعتق من النبيذ ..
ضنوا أنك غارقا في الملذات .. وحولك الجواري والعبيد .. ويداك ناعمتان .. ووجهك لم تلفحه الشمس ولا الزمهرير ..
ضنوك تائها في بلاد الدنيا .. فتسهر في الكناري .. وتلهو علي الجليد ..
ضنوك أجوفا .. غرا .. لا تفقه في أمور الدين والدنيا .. ولا تفرق بين الشريان والوريد ..
ضنوك .. ضعيفا .. جبانا .. تهوى الحياة .. طائشا عربيد ..
وتناسوا أنك من أهل الشرف وسلالة ال البيت المجيد
وجهلوا أن الخيمة لا تنبت الا العزة والكبرياء
وأن الأسود الضراغم لا تنجب الا أشبالا صناديد
فيا أيها القادم من وراء الأفق .. فارسا لا يهاب الوغى .. ذو بأسا شديد
تتفقد الرفاق .. وتشد من أزر الجريح .. وتنتصر للشهيد
قاتلت بحنكة الأفذاذ .. وجمعت بين شجاعة ابن شداد والأيوبي وابن زيد
ودهاء ابن العاص والمختار وابن الوليد
تقدمت الصفوف .. أذهلت الخصوم .. وأرهبت الغزاة والجرذان وكل شيطانا مريد
أربكت حساباتهم .. أفشلت خططهم .. حيرت جهابدة العسكر .. وأضفت لفنون القتال فصلا جديد
حاولوا مرات ومرات .. وأستعانوا بأحدث ماأبتكر اليهود والصليب
ولم تسلم منهم حتي البغال والحمير التي تسرح في البيد
قصفوا من البر والبحر والجو .. صرحوا خططوا كذبوا
لكنهم أصتدموا بسدا منيع وقلوبا كالحديد
ورجعوا بخفي حنين .. ودفنوا من خسر الدنيا والاخره .. وضل ضلالا بعيد
أيها الرفيق .. من ينسى نظراتك الثاقبه .. وجلستك الواثقه ..
وكلماتك التي كالسهم تصيب .. فتردي كل ظلام عتيد
وشحت صدرك بأوسمة لا تمنحها الا ساحات الوغى .. ولا يتقلدها الا الفرسان الصناديد
وستبقى ذكراك خالدة لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
وأنتم أيها الجهلة السفهاء .. تمعنوا .. دققوا النظر .. ثم ارجعوا البصر كرتين ..
لتعلموا انكم نلتم من الأسير جسدا .. ومنحتم في الدنيا لروحه المجدا .. وفي الأخرة الجنة خالدا فيها أبدا
فالمجد يا أغبياء .. لا يهدى مع قطع الحلوى .. ولا يأتي عرضا مع ورق اليانصيب ..
ولا ينقش كالوشم على الجلد .. ولا يرسم عل الأيادي كالحناء
المجد يا سفهاء .. مهره تضحية وفداء .. وطريقه جهدا وعناء .. وزاده عزم وارادة واباء
وروعة الحياة .. ان نموت